مَشْرُوعٌ إِيمَانِيٌّ وَرَحْمَةٌ جَارِيَة
مُبَادَرَةٌ خَيْرِيَّةٌ مُبَارَكَةٌ، نُطْلِقُهَا صَدَقَةً دَائِمَةً لِرُوحِ الْوَالِدِ الْفَاضِلِ الشَّكُوكِيِّ الحَسَن رَحِمَهُ اللَّهُ، لِتَكُونَ مَنْبَعًا لِلْخَيْرِ، وَسَبَبًا لِلنُّورِ، وَجِسْرًا يَرْبِطُ الْمُسْلِمِينَ بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ ﷺ.
سيرة المرحوم
في هذه السطور نستحضر بعضاً من محطات حياته وخصاله الحميدة، تخليداً لذكراه العطرة ودعاءً له بالرحمة والمغفرة.
وُلِدَ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي أُسْرَةٍ بَسِيطَةٍ وَمُتَوَاضِعَةٍ، نَشَأَ فِيهَا عَلَى الْقِيَمِ الْأَصِيلَةِ وَالْأَخْلَاقِ الْكَرِيمَةِ. تَرَبَّى عَلَى الْجِدِّ وَالِاجْتِهَادِ، وَتَعَلَّمَ مُنْذُ صِغَرِهِ مَعْنَى الْقَنَاعَةِ وَالتَّسْلِيمِ لِقَضَاءِ اللَّهِ وَقَدَرِهِ. قَضَى رَحِمَهُ اللَّهُ عُمُرَهُ فِي مِهْنَةِ الْفِلَاحَةِ التَّقْلِيدِيَّةِ، يُحِبُّ الْأَرْضَ، وَيُدْرِكُ قِيمَةَ الْجُهْدِ وَالتَّعَبِ، فَكَانَ مِثَالًا لِلرَّجُلِ الْمُكافِحِ الَّذِي يَسْعَى بِإِخْلَاصٍ لِرِزْقِهِ وَرِزْقِ أَهْلِهِ. وَمَعَ ذٰلِكَ، لَمْ تَشْغَلْهُ أَعْمَالُ الدُّنْيَا عَنْ طَاعَةِ رَبِّهِ، فَكَانَ قَلْبُهُ مُعَلَّقًا بِالْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، يَتْلُوهُ فِي خَلَوَاتِهِ، وَيَجِدُ فِيهِ السَّكِينَةَ وَالطُّمَأْنِينَةَ. عُرِفَ رَحِمَهُ اللَّهُ بِنُصْحِهِ وَبِذْلِهِ لِلْخَيْرِ، فَلَا يَمُرُّ يَوْمٌ إِلَّا وَقَدْ ذَكَرَ رَبَّهُ، وَسَعَى فِي صِلَةِ رَحِمٍ، أَوْ إِعَانَةِ مُحْتَاجٍ، أَوْ كَلِمَةِ حَقٍّ يُرِيدُ بِهَا وَجْهَ اللَّهِ. وَقَدْ تَرَكَ أَثَرًا بَاقِيًا فِي كُلِّ مَنْ عَاشَرَهُ، فَكُلُّ مَنْ عَرَفَهُ يَشْهَدُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ وَطِيبِ سِيرَتِهِ. وَإِنْ كَانَ رَحِيلُهُ مُؤْلِمًا لِلْقُلُوبِ، فَإِنَّنَا نَرْجُو مِنَ اللَّهِ أَنْ يَجْعَلَ كُلَّ مَا نَنْشُرُهُ مِنْ خَيْرٍ وَعِلْمٍ وَقُرْبَةٍ صَدَقَةً جَارِيَةً فِي مِيزَانِ حَسَنَاتِهِ، وَحَسَنَاتِ جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ، وَأَنْ يَجْمَعَنَا بِهِ فِي دَارِ الْكَرَامَةِ عِنْدَ رَبٍّ رَحِيمٍ غَفُورٍ.
رِسَالَتُنَا
نطمح أن يكون هذا المشروع منبرًا لنشر الخير والوعي، ووسيلة تربط المسلمين بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. إنه مشروع يبدأ بخطوات متواضعة، لكنه بإذن الله سيمتد أثره، ليكون صدقة جارية متجددة للوالد الراحل ولكل من ساهم فيه. نسأل الله أن يكتب الأجر لكل من شارك بدعوة، أو نشر، أو تلاوة، أو حتى بكلمة طيبة، وأن يجعل هذا العمل نورًا في الدنيا والآخرة.
القرآن الكريم
تلاوات متنوعة بأصوات عذبة، وتفاسير ميسرة
الحديث الشريف
أحاديث نبوية صحيحة مع شروحاتها
مقالات وبحوث
محتوى تعليمي وتربوي في مختلف المجالات الاسلامية
اُدْعُوا لِوَالِدِي
يعد الدعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، وهو سلاح المؤمن في السراء والضراء. فادعوا لأخيكم المتوفى بالرحمة والمغفرة، فإن الدعاء ينفع الميت بإذن الله، ويكون له صدقة جارية. وقد قال رسول الله ﷺ:"إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له". فاجعلوا لدعائكم نصيبا لإخوانكم الذين سبقونا إلى الدار الآخرة، وتذكروا أنكم ستكونون يوما مثلهم.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِوَالِدِي، وَارْحَمْهُ رَحْمَةً وَاسِعَةً تَمْلَأُ قَلْبَهُ وَبَدَنَهُ وَرُوحَهُ، وَعَافِهِ فِي بَدَنِهِ وَدِينِهِ وَدُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ، وَاعْفُ عَنْهُ وَعَنْ سَيِّئَاتِهِ، وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ. اللَّهُمَّ اجْعَلْ قَبْرَهُ رَوْضَةً مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ، وَامْلَأْهُ نُورًا وَطُمَأْنِينَةً، وَلَا تَجْعَلْهُ حُفْرَةً مِنْ حُفَرِ النَّارِ، وَوَسِّعْ مَدْخَلَهُ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَاجْعَلْ كُلَّ لَحْظَةٍ يَمْضِيها فِي قَبْرِهِ رَاحَةً وَرَاحَةً أَبَدِيَّةً. اللَّهُمَّ اجْعَلْ هٰذَا الْمَشْرُوعَ وَكُلَّ خَيْرٍ نَنْشُرُهُ بَعْدَهُ فِي مِيزَانِ حَسَنَاتِهِ، وَوَازِنْ بِهِ حَسَنَاتِنَا وَحَسَنَاتِ جَمِيعِ أُمُوَاتِ الْمُسْلِمِينَ، وَاغْفِرْ لِجَمِيعِ مُوتَى الْمُسْلِمِينَ وَوَسِّعْ قُبُورَهُمْ، وَامْلَأْهُمْ رَحْمَةً وَرِضْوَانًا، وَاغْسِلْهُمْ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَجِّنْهُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَاغْفِرْ لَهُمْ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذُنُوبِهِمْ وَمَا تَأَخَّرَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا وَإِيَّاهُ مِنَ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ، وَوَفِّقْنَا لِنَشْرِ الْعِلْمِ وَالدَّعْوَةِ وَالذِّكْرِ، وَامْلَأْ قُلُوبَنَا رَحْمَةً وَهُدًى، وَارْزُقْنَا وَلِأُمُوَاتِ الْمُسْلِمِينَ الْفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى بِلَا عَذَابٍ وَلَا خَوْفٍ، وَامْنَحْنَا الصَّبْرَ وَالرِّضَا وَالتَّقْوَى فِي حَيَاتِنَا، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُمْ ذُنُوبَنَا جَمِيعًا. اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَعْمَالَنَا خَالِصَةً لِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ، وَاجْعَلْ هٰذَا الْمَشْرُوعَ صَدَقَةً جَارِيَةً، يَظَلُّ لَهُ أَثَرٌ طَيِّبٌ عِنْدَكَ، وَيَكُونُ سَبَبًا فِي نَفْعِ الْمُسْلِمِينَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. آمِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.